شبكة النبأ: حققت تجارة منتجات الحلال ازدهارا في الآونة الأخيرة مما حدا بكثير من المراكز التجارية والصناعية أن تتسابق للتجارة بها لتحقق أرباحا خيالية تقدر بالمليارات وذلك لزيادة عدد المسلمين في أوربا.
وتقوم بعض شركات الأغذية والمشروبات بتصدير منتجاتها إلى دول عربية وخصوصا الحلويات ومنتجات الأطفال وبعض المشروبات التي سمح بنسبة كحول بسيطة فيها حسب مفتي السعودية!.
وتعني منتجات الحلال تلك الأغذية والمشروبات المتعامل معها حسب تعاليم الشريعة الإسلامية في الذبح والحفظ والتصنيع والتقطيع والتسويق وبإشراف كوادر مسلمة ومخولة من قبل جهات إسلامية معترف بها دوليا.
سوق واعدة
إلى ذلك تطورت درجة مراعاة السوق للعادات الاستهلاكية للمسلمين أكثر من مجرد الحلوى الحلال إلى متاجر البقالة والمواد التموينية. فهناك نحو 400 شركة في ألمانيا توفر منتجات الحلال بحسب هيئة الرقابة والترخيص لمنتجات الحلال في أوروبا الكائنة في روزيلزهايم الألمانية. وفي هذا الإطار يقول محمود تاتاري الذي شارك في تأسيس هيئة الحلال عام 2001: “الاتجاه في تصاعد، والسوق ينمو بنسبة تبلغ نحو 16 في المائة سنويا. وتقدر قيمتها حاليا بما يتراوح بين 4 مليارات و5 مليارات يورو”. ويتحدث تاتاري عن النمو أو الازدهار الصحيح في المنتجات الحلال.
ويتزايد الاهتمام بين الشركات التي تريد توفير منتجات للسوق الإسلامية، لأن التجارة في منتجات الحلال تحقق ازدهارا ليس فقط في ألمانيا وأوروبا، بل في العالم أجمع، حيث تفيد التقديرات بأن المسلمين سيشكلون 30 في المائة من سكان العالم بحلول عام 2025. وتوجد أوسع أسواق الحلال في ماليزيا واندونيسيا والشرق الأوسط، أما في أوروبا فإن أوسعها يقع في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا. ويتطلب ذلك فتح أسواق جديدة لمنتجات الحلال.
إلى ذلك ترخص هيئة الرقابة على الغذاء الحلال لمنتجات العديد من شركات الأغذية الأوروبية الكبرى منها نستله ولانجنيس وغيرها. ويقول تاتاري: “إن المنتجات الغذائية تمثل نحو 90 في المائة من المواد المرخصة”. ويوجد في مختلف أنحاء أوروبا أكثر من 4 آلاف منتج حلال في السوق. وقد اكتشف تجار التجزئة الأغذية الحلال، حيث تزداد طلباتهم من كبرى متاجر المواد التموينية الألمانية.
وبحسب تقديرات لخبراء فإن الشركات الضخمة المنتجة للمواد الغذائية مثل نستله جمعت أموالا طائلة من منتجات الحلال. وذكرت مصادر الشركة السويسرية التي شرعت في إنتاج المواد الغذائية الحلال في الثمانينات إن منتجات الحلال شكلت 5 في المائة من عوائدها العام الماضي. كما أنتجت نستله مشروبات الحلال ومنتجات الألبان والشوكولاته، وأكثر من 300 منتج من منتجات الحلال. بحسب رويترز.
من جهتها قالت المتحدثة باسم الشركة نينا باكيس: “إنه من ضمن 456 مصنعا لنسله في جميع أنحاء العالم، فإن 75 منها يحمل ترخيصا لمنتجات الحلال”
وعلى صعيد ذي صله انتشرت تجارة المواد الغذائية المصنعة وفقاً للمعايير الإسلامية في أوروبا مؤخراً، تلبية لحاجة الجاليات المسلمة المقيمة فيها، فأصبحت سوق المأكولات “حلال” مجالاُ لجني المليارات وتحقيق أرباح كبيرة، كما هو حال شركة “نستله”، الرائدة في السوق على المستوى العالمي، وتتعدى أرباح هذه الشركة السويسرية من منتجات “حلال”، تلك التي تجنيها من المنتجات الغذائية العضوية الخالية من الإضافات الكيميائية. وتعتبر فرنسا وبريطانيا إلى جانب ألمانيا من الأسواق الأوروبية الكبيرة لمنتجات “حلال”.
ويذكر إن شركة “نستله” حققت في السنة الماضية وحدها أرباحاً بلغت المليارات من منتجات الحلال وهو ما يمثل نسبة خمسة في المائة من مجموع معاملاتها. وتسعى الشركة إلى تعزيز مركزها الريادي في أوروبا وإنتاج المواد الغذائية “حلال” في المناطق التي تسوق فيها هذه المنتجات. وتصدر هذا الموضوع جدول أعمال المنتدى العالمي للمأكولات “حلال” الذي انعقد مؤخراً في لاهاي، والذي صرح خلاله فريتس فن ديكFrits van Dijk مسؤول آسيا في شركة “نستله” بأن شركته تخطط لتوسيع عرضها من المواد الغذائية التي تراعي المعايير الإسلامية.
ويعتبر السيد فريتس فان ديك أن أكبر الفرص لتحقيق الأرباح من المأكولات “حلال” تتوفر في بريطانيا وفرنسا وألمانيا، ولهذا السبب بدأت شركة “نستله” بتسويق منتجاتها هذه في المتاجر المتخصصة في ألمانيا، بعدما أظهرت متاجر البيع بالتجزئة في العامين الأخيرين اهتماماً متزايداً ببيع المواد الغذائية والمشروبات التي تراعي المعايير الإسلامية.
وتحصل شركة “نستله” على شهادة “حلال” من “المجلس الإسلامي الأوروبي للتغذية” وهي واحدة من خمسة وتسعين هيئة في العالم متخصصة في منح الترخيصات الإسلامية،. وهذا رقم يكفي لإعطاء فكرة عن الفوضى العارمة التي تميز القطاع، وضعية تذكر بما عرفته علامات المنتجات الغذائية العضوية حين ظهرت في السوق لأول مرة.
وتعد “الوكالة الأوروبية للمأكولات الحلال” من الهيئات التي تأسست حديثاً و تسعى إلى اقتراح معايير أوربية موحدة للمأكولات “حلال” ابتداء من الربيع القادم. بلورة معايير على المستوى الأوروبي ستمنح منتجات حلال شهادة موحدة يُراعى فيها المستهلك في المقام الأول، بمعنى أن يكون واثقاً من أن ما يتناوله يطابق بالفعل المعايير الإسلامية.
“هال شوب” هو أول متجر فرنسي لبيع بالتجزئة المنتجات المطابقة لقواعد الشريعة الإسلامية يفتح أبوابه في نانتير على مشارف باريس لتلبية طلب فئة راقية من الزبائن تسعى إلى الجودة مع الالتزام بالدين.
أدرك رشيد باخالق مؤسس متجر “هال شوب” أن فرنسا لا يوجد بها متجر لا يعرض سوى منتجات مطابقة للشريعة الإسلامية أو “حلال” فقرر إنشاء أول متجر من هذا النوع في البلد.
ويعتني المتجر بانتقاء منتجات عالية الجودة لزبائنه كما يحرص على إبراز العلامات الدالة على أساليب اختبار مطابقة السلع للشريعة.
ونجحت الفكرة في الجمع بين تقديم أطعمة فرنسية حديثة وراقية وبين الالتزام بتعاليم الإسلام.
ويعيش في فرنسا أكبر عدد من المسلمين في أوروبا حيث تشير بعض التقديرات إلى أنهم يمثلون ما يصل إلى عشرة في المائة من الفرنسيين.
تمييز ضد غير المسلمين!
من جانب آخر أثارت سلسة مطاعم لبيع المأكولات الخفيفة في فرنسا جدلا سياسيا شمل مختلف الأحزاب السياسية الفرنسية، باقتصارها بيع أكلات حلال فقط. البعض رأى في هذا الإعلان تمييزا ضد غير المسلمين، بينما أكد البعض الآخر أن النقاش مبالغ فيه.
وينتشر أكثر من 360 محلاً تابعاً لسلسة مطاعم الأكلات الخفيفة “كويك” في شتى أنحاء فرنسا، وتعرض ثمانية محلات منها منتجات حلال فقط، مثلما هو الأمر بالنسبة للمطعم الموجود في مدينة روبي، الذي ارتفعت عائداته بشكل ملحوظ منذ أن قرر القائمون فيه بيع منتجات حلال. وتُقبل العائلات الكبيرة خاصة على مطعم كويك، الذي ألغى المشروبات الكحولية من قائمة المشروبات المعروضة. كما يتم شراء اللحوم المفرومة من جزارين مسلمين فقط. وتم الاستغناء تماماً عن المكونات المستخرجة من لحم الخنزير لأن ذلك لا يتوافق مع رغبات الزبائن المسلمين. غير أن رينه فانديريندونك، رئيس بلدية مدينة روبي، يرى في ذلك “تمييزاً ضد غير المسلمين، لأنه يتم تقديم منتجات حلال فقط”، لافتا النظر إلى “أن الأمر يمكن أن يكون مقبولاً لو تم تقديم كل المنتجات إلى جانب منتجات الحلال.”
ويرى السياسي الاشتراكي أن سلسلة مطاعم المأكولات الخفيفة تبالغ في مراعاة مشاعر خمسة ملايين مسلم في فرنسا، إلى درجة أنه سعى إلى رفع دعوى قضائية ضد هذه السلسة بسبب ما سماه بالتمييز ضد غير المسلمين.ولكنه سرعان ما سحب هذه الدعوة حين قوبلت بترحيب كبير من قبل اليمنييين المتطرفين، وخاصة من مارين لو بين، ابنة مؤسس الجبهة الوطنية المتطرفة جون ماري لوبين، التي أعربت عن تأييدها الكبير للسياسي الاشتراكي بالقول:”أين هي إذن حرية الآخرين؟ هل هي حرية الذين يؤمنون بدين معين أو لا يؤمنون بشيء؟”.
من جهتها، بررت سلسلة مطاعم “كويك”، التي تنتمي إلى مؤسسة مالية حكومية، تمسكها بموقفها بحرية التجارة، التي أيدتها الأحزاب الليبرالية وحزب الخضر. ففي سياق متصل قال دانييل كون بيندت، عضو عن حزب الخضر في البرلمان الأوروبي، إن “هناك الكثير من المتاجر اليهودية في فرنسا التي تبيع المنتجات الكوشير، ولم يبد أحد اعتراضه على ذلك”.وأضاف بيندت، المنحدر من عائلة يهودية، أنه “لا أحد يرفع دعوى ضد محل أو متجر يبيع المنتجات العضوية، أي تلك التي لم تدخل على تركيبتها الجينية أي تعديلات”.
العلمانية وذبح الحلال
لكن الجدل لم يعد يقتصر على سلسلة مطاعم المأكولات الخفيفة فحسب، بل أخذ أبعاداً أخرى، إذ يشير الاشتراكي فيليب بروتون إلى أن النقاش الدائر حول مواضيع مثل الأكلات الحلال وغيرها لا يتوافق مع نظام فرنسا العلماني. وفي الواقع يتضمن الدستور الفرنسي بنوداً واضحة، تؤكد الفصل بين الحياة العامة وبين الدين، وبالتالي فقد اقتصر النقاش القائم بشأن البورغر الحلال حول إلى أي مدى يمكن لدولة علمانية مراعاة مشاعر أتباع دين أو مذهب معين. من جانبها، وجهت بريجيت باردو، النجمة السينمائية الفرنسية الشهيرة، رسالة إلى مديري سلسة مطاعم المأكولات الخفيفة “كويك”، قالت فيها إن طقوس ذبح الحيوانات تتسبب في عذابها قبل الموت. أما مفتي باريس فقد قال إنه لا يوجد في القرآن ما يؤكد ضرورة نحر الحيوانات، بيد أن ذلك لم يؤثر على النقاش الدائر حول البورغر الحلال. أما سلسة مطاعم كويك فلا تزال متمسكة بمنتجاتها الحلال، التي تعود عليها بعائدات كبيرة.
ايطاليا واحترام الثقافات الأخرى
وفي ايطاليا أصبح بإمكان عشرات الزبائن المسلمين فضلا عن الزائرين الايطاليين الفضوليين لمتجر كبير في روما التسوق في قسم افتتح مؤخرا لبيع اللحم الحلال.
وبدأ المتجر الذي تملكه سلسة كوب الايطالية في بيع اللحم الحلال قبل أسبوع في السادس من فبراير شباط للسماح للعدد المتزايد من الزبائن المسلمين بشراء لحوم الحيوانات المذبوحة وفقا للشريعة الإسلامية.
ولم يكن جميع الزبائن الذين زاروا القسم الجديد مدفوعين بأسباب دينية. فقد تفقد كثير من الايطاليين الفضوليين المنتجات وحصلوا على المشورة والمعلومات من قبل بائعات مسلمات تم توظيفهن خصيصا لهذا الغرض.
وقالت إيمان ذات الأصول المغربية والتي تعيش في ايطاليا منذ كان عمرها أربعة أعوام ” هناك فضوليون يريدون فحسب أن يعرفوا معلومات عن هذه اللحوم وفضوليون اخرون … ينتهي بهم المطاف بشراء اللحوم.”
ولقيت فكرة سلسلة متاجر كوب المتعلقة بافتتاح قسم للحوم الحلال لتعزيز الاحترام تجاه الثقافات الأخرى ترحيبا من الكثير من زبائنها الايطاليين. بحسب رويترز.
وقال روبرتو سيلا أحد سكان روما “نحن في بلد متعدد الثقافات وبالتالي اعتقد انه يتعين إن تحظى هذه المبادرات بالتقدير. على سبيل المثال كنت انظر إلى لحم الضأن الجميل هناك.”
وقال مدير المتجر فنسينزو تيراسي إن مبيعات اللحوم تزايدت في الأسبوع الماضي.
وأضاف “نحن لا نرغب في استغلال مكان خال معين السوق للقيام بأعمال تجارية. لقد كانت بالنسبة لنا وسيلة لتلبية طلب زبائننا المسلمين.”واللحوم متوافرة عند جزارين يذبحون وفق الشريعة الإسلامية. وأبدى بعض الزبائن سعادتهم لتوافرها ألان في متجر رئيسي.
ويذكر ان اللحوم التي تباع في قسم اللحوم الحلال تأتي من نفس مزارع تربية الماشية التي تبيعها سلسلة كوب لكنها تذبح وفق الشريعة الإسلامية في مذبح بشمال ايطاليا.
اتهام لبيعها لحم حلال..
من جانب آخر حققت الشرطة الفرنسية في شكاوى ضد سلسلة محلات لشطائر الهامبورجر لا تقدم سوى اللحوم الحلال في مطاعمها التي تتعامل مع أعداد كبيرة من الزبائن المسلمين تميز ضد الزبائن غير المسلمين.
وقال متحدث إن مدعين في مدينة ليل الفرنسية أمروا مؤخرا بإجراء التحقيق بعد أن أقام رئيس بلدية روبيه القريبة وهو اشتراكي دعوى ضد سلسلة مطاعم كويك لانتقالها للالتزام باللحوم المذبوحة وفقا للشريعة الإسلامية في ثمانية من فروعها البالغ عددها 350 فرعا. بحسب رويترز.
وتقدم سلسلة كويك وهي منافس لسلاسل مطاعم عالمية مثل مكدونالدز في مناطق في أوروبا لحوم الحنش واللحم البقري الحلال بدلا من لحوم الخنزير في هذه الفروع.
وقال فرانك برتون محامي رئيس البلدية لرويترز “لماذا يجبر الناس في روبيه الذهاب إلى ليل أو أي مكان آخر لشراء لحم الخنزير.”
ولا يوجد ما يلزم المطاعم في فرنسا تقديم مجموعة من المنتجات وهناك عدد كبير من المطاعم التي تقدم اللحوم المذبوحة وفقا للشريعة اليهودية أو الشريعة الإسلامية لخدمة أكبر طائفتين يهودية ومسلمة في أوروبا.
وقدر حجم سوق اللحوم الحلال بحوالي 5.5 مليار يورو طبقا لمسح أجري في ديسمبر كانون الأول الماضي. كما أنه يتزايد بسرعة.
ومع هذا اتهم رينيه فاندييرندونك وسياسيون آخرون سلسلة مطاعم كويك بانتهاك مبدأ المساواة الفرنسي.
وبينما بدأت سلسلة كويك خدمة تقديم اللحوم الحلال في نوفمبر تشرين الثاني الماضي فان الغضب العام لم يتفجر إلا هذا الاسبوع عندما انتقد سياسيون من اليمين المتطرف السلسلة قبل الانتخابات الإقليمية المقررة في مارس آذار.
جعة ومواد تجميل!
وفي ذات السياق احتضن قصر المعارض في باريس مؤخرا معرض المنتجات الحلال. ويستضيف المعرض عارضين قدموا من أوروبا والعالم العربي بحثا عن التعريف بعلاماتهم
والبحث عن شركاء أو زبائن محتملين. وقد عرفت سوق الحلال في السنوات الأخيرة طفرة من حيث عدد الفاعلين والمنتجات تلبية لحاجيات سوق تقدر بملياري مستهلك عبر العالم.
افتتح معرض المنتجات الحلال في نسخته السادسة أبوابه بقصر المعارض في باريس, وشارك في المعرض الذي يمتد على مساحة تقارب 800 متر مربع، عارضون قدموا من فرنسا وتركيا وألمانيا ومن دول عربية كالمغرب وتونس والجزائر.
وعرض العارضون سلعهم على زوار محترفين، أي فاعلين آخرين في سوق “الحلال” بحثا عن موزعين أو ممونين أو مشترين لمنتجات جد متنوعة تلبي سوقا في تطور مستمر. فحسب المنظمين، يوجد 7 ملايين مستهلك للمنتجات الحلال في فرنسا، وعددهم يتزايد بنسبة 15 بالمائة في كل سنة منذ العام 1998، وينفقون حوالي 4 مليارات يورو في السنة.
وبمجرد أن يضع الزائر قدمه في أركان العرض الأولى، تخطف الألوان والأشكال المختلفة التي تتخذها المنتجات الأنظار ليحتار في الاختيار، وهو ما لم تكن تشهده السوق من قبل إذ كانت تقتصر على عروض محدودة، تتجلى خاصة في اللحوم. وحسب القائمين على المعرض، فإن 80 بالمائة من المنتجات الحلال ما زالت تباع في المجازر التقليدية.
وما يلفت الانتباه في آخر مستجدات سوق الحلال، ما يقدمه عادل آيت شعبان، الذي يشرف على شركة “بيبارز” لاستيراد المواد الحلال وتوزيعها في الضاحية الشرقية لباريس. فهو يفتخر بكونه الموزع الوحيد لبعض المنتجات داخل التراب الفرنسي كجعة “موسي”. ويقول “أي تاجر أراد أن يقتني مشروب “موسي” فعليه أن يتصل بنا. هذا المشروب يصنع في سويسرا خصيصا للسوق السعودية ومن أراد اقتنائه فعليه التعامل معنا”.
ويشرح آيت شعبان أن “موسي” جعة “حلال”، لأنها “لا تتوفر إلا على 0.05 بالمائة من الكحول وهي نسبة مسموح بها من قبل علماء السعودية الذين أصدروا فتوى بهذا الشأن”. ولا يحبذ هذا الموزع استعمال كلمة “جعة” بل يستعمل كلمة “مشروب”، وذلك لـ”تجنب نفور المشترين الذين لا يقتنون سوى المنتجات الحلال”.
ومما يثير الانتباه كذلك، هو أن سوق الحلال لم تعد موجهة للكبار، ولكن أصبح أطفال الجالية المسلمة المقيمة في أوروبا زبائن جدد يجب تلبية طلباتهم. ولذلك انقض فليب شارو، وهو فرنسي مقيم بالمغرب، على الفرصة بمجرد ما اكتشف هذا الفراغ في سوق المنتجات الحلال. ويقول “نحن نصنع منتجات موجهة إلى الأطفال تتضمن لحوما ودواجن وفواكه وخضر. بدأنا بتصدير ما ننتجه نحو الجزائر وموريتانيا والإمارات والآن نستهدف السوق الأوروبية نظرا لارتفاع الطلب فيها” ويضيف “نود لقاء موزعين معروفين على الساحة الفرنسية ويتمتعون بسمعة جيدة في مجال المنتجات الحلال للتعامل معهم”. ويتابع “نحن أول شركة – فيتاميل بي بي- تحصل على توثيق بأن منتجاتنا حلال من قبل وزارة الشؤون الإسلامية في المغرب. ففي المغرب كما في باقي الدول الإسلامية، الشركات ليست في حاجة إلى مثل هذه التراخيص لأن كل المنتجات حلال”. بحسب رويترز.
من جهته يقول أنطوان بونيل، مؤسس معرض الحلال، أن سوق اللحوم الحلال في فرنسا يميزها الغموض وقلة التنظيم نظرا لغياب هيئة مرجعية تعطي شهادات للعاملين في القطاع بما أن السلطات لا تتدخل في الشؤون الدينية للمواطنين. ويؤكد بلال وهو أحد مديري جمعية “الشهادة” وهي هيئة ترخص للعاملين في القطاع أن منتجاتهم حلال، أن “هناك بالفعل غموض يلف السوق في فرنسا”.
ويضيف “للترخيص بأن منتجا ما حلال، يقوم العاملون في هيئة “الشهادة” بالإشراف على عملية الإنتاج منذ ذبح القطيع لغاية تعليب ما يجب تعليبه. نتأكد أن الحيوان الذي سيذبح مازال حيا وليس مجروحا أو مصابا بأذى، بعدها يجب أن تؤدى الشهادة وأن يكون من يقوم بعملية الذبح مسلما. كما أننا نشرف على عملية تقطيع اللحوم ووضعها في الثلاجات للتأكد من عدم إضافة أي مواد أو ملونات تتضمن مكونات محرّمة”.
Discussion about this post